السبت، 4 ديسمبر 2010

تجربة الشعب التشيلى فى مقاومة التزوير

chile-miners-rescue-pictures-11
فى 11 سبتمبر  أستولى أستولى الديكتاتور التشيلى على السلطة من خلال انقلاب عسكرى دموى ضد الرئيس المنتخب والذى قتل فى الانقلاب وخلال أشهر قتل 4 آلاف شخص وأعتقل أكثر من 10 آلاف شخص فى السجون والمعتقلات
برز ناشط نقابى فى العشرينات أسمه رودوفور سيفيل وأنتخب رئيسا للمؤتمر الوطنى
دعا المناضل سيفيل لإضراب عام فى البلاد بالرغم من العشر السنوات الأولى من حكم الديكتاتور كانت خالية من الإضرابات إلا أن الهدف كان فتح أعين الناس وتشجيعهم على الخروج من حالة اليأس والخوف
مع نهاية عام 1986 أصبح احتمال اندلاع حرب أهلية شاملة واردا ووجد الناس أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما إما تبنى العنف المضاد والعمل المسلح وإما ابتداع أساليب ووسائل أخرى لمقاومة الديكتاتور
لاحت فرصة ذهبية أمام المعارضة السياسية عندما دعا الديكتاتور الشيلى لاستفتاء عام لفترة أخرى للحكم العسكرى تستمر ثمانى سنوات أدركت القيادات السياسية والشعبية والنقابية أنهم يقدرون على هزيمة الديكتاتور بكلمة واحدة لا ولكن الأغلبية منهم كانوا يعلمون مسبقا أن الديكتاتور ينوى أن يزور الاستفتاء بكل الوسائل غير المشروعة 
استعدت المعارضة لخوض معركة الاستفتاء وأعددت الخطط لمنع حالات الغش المتوقعة وقامت بحملة توعية فى كل أرجاء البلاد وسميت حملة لا وتواصلت مع الناس من بيت إلى بيت ورفعت شعار بوسع المواطن الشيلى قول كلمة لا بدون التعرض للانتقام
وقد استطاعت أن توظف الفرص التى أتيحت لها فى وسائل التليفزيون ووسائل الإعلام لتحقيق تقدم كبير فى الحملة فركزت الحملة على مسائل الحياة اليومية والمشكلات المعيشية التى يعانى منها المواطن العادى
انتشرت فكرة أن الشعب الشيلى سيهزم الديكتاتور بقلم الرصاص ورفعت الحملة الشعار التالى قبل يوم الاستفتاء لا تعنى نعم للديمقراطية
فى يوم النتائج ظهرت بفوز لا بشكل حاسم فأعلنت محطة إذاعية صغيرة مستقلة نتائج الاستفتاء ولم يصدر الديكتاتور الشيلى أى نفى أو تأكيد دخلت القوات التابعة للديكتاتور القصر وصرح قائد القوات الجوية للصحفيين يبدو أن لا قد أنتصرت وفى غضون ثوانى أذيع التصريح والذى كان بمثابة تهديد قوى للديكتاتور الشيلى بقبول نتائج الإستفتاء والانصياع لرغبة الشعب الشيلى 
هناك دروس كثيرة يمكن أن نتعلمها من تلك التجربة الفريدة فى التغيير السلمى (للاعنف) منها :
لنجاح عملية التغيير يجب أن تتحد كافة القوى السياسية وحركات الاحتجاج والنقابات والحركات الشعبية لن تستطيع قوة واحدة التغيير بمعزل عن القوى الأخرى
يجب أبتداع وابتكار وسائل لمقاومة الطغيان والاستبداد وحشد جميع فئات الشعب على هذه الوسائل فهذا يجعل القوى فى مأمن من البطش والاستئصال وهم فى حماية جميع طوائف الشعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق